Friday 19 October 2007

الفريضة الغائبة(1/2)

الفريضة الغائبة
بقـــلــــــم:مــحــمـــد هـــانـــئ
هل تذكُر يوم كان جلوسَك بين يَدي جَدتِك علي الارض راجيا ايها ان تَحكِيك كيف انتصر الأرنب الذكي علي الاسد...أو هل تذكر مدي حُبورك آن كنت تشاهد انتصار الفأر النابه علي القوة الغاشمة الممثلة في القط..وقتها همست جدتك في أذنك (انتصر لانه فكر وخسر الأخر حين نحي العقل جانبا و إعتمد العضلات أداة و سلاحا)...هل تذكر كم كنت ضئيل الحجم في دراستك الابتدائية تخاف الضخام ذوي العضلات المفتولة من طلاب الثانوي...لكن هيهات فابتسامة تتراقص علي شفتيك متخيلا نفسك الفأر القادر علي هزيمتهم بالعقل...لكن ما ان نشطت هرموناتك و أتيت الشباب بعد شوق لحلم الرجولة و إطالة الشارب فاذ بك تمل دور الفأر الذكي و تتطلع لدور الأسد فاذ بالجميع فئرانا و أسودا يركبوك...ما الذي حدث لماذا صرت مطمعا يخمش في الصغير أظفاره و يطحنني الكبير بين انيابه؟؟؟؟؟
هل فكرت يوما لماذا جعل الله المخ في قمة الجسد..نظرت اليها من وجة النظر الهندسية فوجدت انه لو كان القلب مكان المخ لاراح هذا القلب لحركة الدم الي كل الاطراف بالجاذبية الارضية بدلا من ان يضطر القلب الي الخفقان بقوة لدفع الدم للمخ الذي يعلوه...هل فكرت لماذا كان المخ يوضع في غطاء عظمي شديد المراس قادر علي إحتمال الصدمات و ليس هذا فحسب بل أحيط المخ بثلاث طبقات (الام الجافية والعنكبوتية والحنون) لماذا كل هذا...الملك عند توليه الحكم يوضع التاج علي رأسه في احتفال مهيب..لقد توج الله لدي المخلوقات المخ و جعله فوق كل الحواس البهيمية فوق اللمس و فوق السمع و البصر...لكن الفأر له مخ ولي مخ..فمنحنا الله ميزة العقل..و العقل في نظري ليس اسم لشئ او لذلك القابع داخل جدران الجمجة العظمية...العقل هو في رايي لغويا (فعل) فهو عقل يعقل عقلا اي –كما اورد المعجم- أدرك الاشياء علي حقيقتها و من هذا المعني أفهم ان الله لم يمنحنا فقط مجرد الظن او الشك و لكنه منحنا ما نصل به لفهم الاشياء علي حقيقتها... ومثال علي هذا اننا لا نري الله فعليا ولم يره أحد فكيف استدلينا علي وجوده لقد خلق الله لنا العقل و هو اعلي وظائف المخ لندرك بها انفسنا وان من خلق شئ في عظمة هذا الانسان هو أكبر من ان يدرك بالعين و لكن في العقل سعة لادراكه ...قال رسول الله محمد(ص) : ( من عرف نفسه فقد عرف ربه)
كلمة العقل كمصدر لم ترد في القرآن الكريم ولا مرة..و لنأخذ نظرة علي رأي اهل علم الكلام من المتصوفة وغيرهم في العقل..... ف(العقل) ورد كإسم مشترك و كما ذكر أهل علم الكلام ورد علي اربعة صور :اولها و هو (الوصف الذي يفارق به الانسان الحيوانات)
و ثانيها (العلوم التي تخرج الي الوجود في ذات الطفل المميز بجواز الجائزات و مستحيل المستحيلات كالعلم ان الإثنين أكثر من واحد )
و ثالثها (علوم تستفاد من التجارب اي التعلم من الخطأ)
و رابعها (هو إنتهاء الغريزة الي الوصول لعواقب الامور و قمع الشهوة الداعية للذة العاجلة الحيوانية ) هذا هو قمة التحكم العقلي في النفس و بهذا يكون المرء قد ملك نفسه
ان الله و قد اعطانا نفسا امارة بالسوء لها كامل التحكم في هذا الجسد و حركته او كما عرفها الحكماء(جوهر ملكوتي يستخدم البدن في حاجاته و هي حقيقة الانسان وذاته) و حيث ان الله قد نفخ في ادم من روحه و نحن من نسل آدم اذا فبداخلنا نفحة ولو بسيطة من روح الله.
فمما سبق فان الانسان داخله شيطان هو النفس و ملاك هو الروح و لابد من حكم بينهما يكون صاحب القرار الاخير الا و هو العقل الذي وصفه أمير المؤمين ب(النفوس طلقة لكن أيدي العقول تمسك أعنتها من النحوس) فالعقل والذي أعده صاحب القرار الاخير اما يستمع لوساوس النفس او يحجمها عن شهواتها طاعة لله تعالي (و نفس و ما سواها فالهمها فجورها وتقواها) .
...........يتبع

2 comments:

kaed said...

ان الله و قد اعطانا نفسا امارة بالسوء لها كامل التحكم في هذا الجسد و حركته
أصبت يا سيدى

محمد هانئ said...

تابع الجزء الثاني من المقالة
شكرا يا قائد علي الزيارة