نكسة مصر
17/05/2008
محمد هانيء/ خاص ابناء مصر
يعـّن لي أحيانا أن لا أسلم بما فعل الأسبقون –مهما علا شأنهم- دونما ان يمر علي عقلي ليحلله فيقبله او يرفضه....لذا فلم يكن غريبا-من وجهة نظري- ان تستوقفني رائعة حافظ ابراهيم (مصر تتحدث عن نفسها)...
بعيدا عن الخيالات الشعرية والتسطيحات الأدبية فان الأوطان لا تتحدث عن نفسها و لا تبني مجدها فالمجد يبنيه الانسان والتاريخ لا يكتبه الا الرجال.. فان مصر لم تبني قواعد المجد بل فعلها أبناء مصر علي طول الزمان و حتي يحمل التاريخ دفاتره ويرحل.
فان الحضارات تبنيها العقول والأوطان تصونها سواعد الرجال ليكتبوا سطور مجدها بدمائهم الممزوجة بعرق اجيال سبقتهم في الكفاح الوطني
وما سبق هو نفسه ما جعلني في الذكري الثمانين لازاحة الستار عن تمثال محمود مختار الأشهر نهضة مصر أقف لأسأل نفسي ما أحسبه سؤلا منطقيا
هل لو قام محمود مختار من رقاده الأبدي كان لينحت التمثال علي نفس الشاكلة الحالية أم كانت وجهة نظره لتختلف الأن؟؟
بحسه الفني الرفيع مثـّل مختار مصر علي هيئة امرأة تقف خلف أسد يحمل علي كتفيه راس رجل و أحسبه كان يقصد أن نهضة مصر لا تتاتي الا بوقوف مصر خلف كل أسد من ابنائها يزأر بكلم الحق فيرهب الجبناء والمنبطحين والمنافقين ممن لا تفتخر ان يكونوا من ذريتها
ان وقوف مصر خلف العقاد و سعد زغلول و عبد الحليم محمود جرّأهم ليجهروا بالحق و لا يخشوا لوم اللائمين من حملة مباخر النظام المسبحين بحمده.
لذا فلم يكن غريبا علي من باعوا مصر والمصريين ان يحاولوا ارهاب كل من يزأر بالحق ويخوّنوه بل و يتهموه في عقله- كقول رفعت السعيد عن ناشطي الفايسبوك انهم شباب لاسع- ما يجعلنا نشك في القوي العقلية لقائل هذه الجملة ولا أجد ردا عليه الا أن أدعوا لشباب حزبه بان يصبرهم الله علي ما ابتلاهم به!!!
ان الأسد المصري لا يزأر الا عندما يجد يد الوطن تربت علي ظهره مطمأنة اياه أن قل الحق ولا تخف..ألقي في قلوب المنافقين الرعب فلا صوت لي لأتكلم..ازأر بصوت الفقراء ..عبر عن ألم الشرفاء ..دافع عني بمخالبك فهم ينهشون عرضي دافع عني ولا تخف فانا خلفك أساندك وأحمي ظهرك..
و سمع الأسد و لكنه ظل هادئا ينعم بملمس كفها الناعم الحانون علي ظهره ليستيقظ فيجد اليد المربتة علي ظهره انقلبت كفا غليظة تعاجله بضرب عبير العسكري في 2005 علي سلم نقابة الصحفيين
التفت الأسد خلفه ليجد عصا غليظ يضعونها في دبر عماد الكبير
ضاع زئيره وسط صرخات عماد وقتيل العمرانية
ليستعيد زئيره مع اضراب عمال المحلة و موظفي الضرائب العقارية
فتعاجله الضربة التي سلبته الوعي بتخلي من أسموا نفسهم كذبا بقادة الحراك الوطني عن الشباب لأن زئير الأشبال قد بدأ يضر بمصالحهم مع النظام و سحب بساط الفضائيات و الحوارات الصحفية من تحت أقدامهم اضافة الي من دعوا انفسهم بأكبر قوة مؤثرة في الشارع والذين
علقوا بتصريحات مرتبكه متضاربه علي نجاح اضراب 6 ابريل بانه اضراب سفاح بلا أب ليعودوا و تنكشف حقيقتهم بفشل 4 مايو بعد تصريحاتهم الخزعبلية عن قدرتهم علي ابقاء مليوني مواطن في بيوتهم
ليخرجوا مدافعين عن اضراب فاشل فكانوا كالمحامي الفاشل المدافع عن قضية خاسرة
و يبدوا أن فشل الاضراب جاء رفضا منه ان يكون له أب مثلهم و فضل العيش بلا أب علي أن يكونوا له أبا ً!!!!
و توالت الضربات من كل حدب علي رأس الأسد فسرعان ما يجد عصا الأمن تخطف كريم البحيري –فك الله محبسه- و تضرب كعصابات المافيا احمد ماهر محاولة اخراس الأشبال و كتم زئيرهم و كل جرمهم انهم صدعوا لرجاء مصر لهم ان يكونوا لها صوتا
و أخيرا
أظن –وليس كل الظن اثم- ان مختارلأجل كل ما سبق ولثقتي في حسه الفني المتحد بالواقع الحالي لو عاد لكان قد نحت الأسد و قد شجت رأسه و غطت الدماء عينيه حاجبةً عنه الرؤية و لإستبدل الفتاة الجميلة بعسكري امن مركزي في زيه و خوذته الأسودين .. ملوحا بعصاه الغليظة مهددا كل أسد تسول له نفسه الزئير دونما أخذ الاذن
و لأعاد تسمية تمثاله
ب(نكسة مصر)...
17/05/2008
محمد هانيء/ خاص ابناء مصر
يعـّن لي أحيانا أن لا أسلم بما فعل الأسبقون –مهما علا شأنهم- دونما ان يمر علي عقلي ليحلله فيقبله او يرفضه....لذا فلم يكن غريبا-من وجهة نظري- ان تستوقفني رائعة حافظ ابراهيم (مصر تتحدث عن نفسها)...
بعيدا عن الخيالات الشعرية والتسطيحات الأدبية فان الأوطان لا تتحدث عن نفسها و لا تبني مجدها فالمجد يبنيه الانسان والتاريخ لا يكتبه الا الرجال.. فان مصر لم تبني قواعد المجد بل فعلها أبناء مصر علي طول الزمان و حتي يحمل التاريخ دفاتره ويرحل.
فان الحضارات تبنيها العقول والأوطان تصونها سواعد الرجال ليكتبوا سطور مجدها بدمائهم الممزوجة بعرق اجيال سبقتهم في الكفاح الوطني
وما سبق هو نفسه ما جعلني في الذكري الثمانين لازاحة الستار عن تمثال محمود مختار الأشهر نهضة مصر أقف لأسأل نفسي ما أحسبه سؤلا منطقيا
هل لو قام محمود مختار من رقاده الأبدي كان لينحت التمثال علي نفس الشاكلة الحالية أم كانت وجهة نظره لتختلف الأن؟؟
بحسه الفني الرفيع مثـّل مختار مصر علي هيئة امرأة تقف خلف أسد يحمل علي كتفيه راس رجل و أحسبه كان يقصد أن نهضة مصر لا تتاتي الا بوقوف مصر خلف كل أسد من ابنائها يزأر بكلم الحق فيرهب الجبناء والمنبطحين والمنافقين ممن لا تفتخر ان يكونوا من ذريتها
ان وقوف مصر خلف العقاد و سعد زغلول و عبد الحليم محمود جرّأهم ليجهروا بالحق و لا يخشوا لوم اللائمين من حملة مباخر النظام المسبحين بحمده.
لذا فلم يكن غريبا علي من باعوا مصر والمصريين ان يحاولوا ارهاب كل من يزأر بالحق ويخوّنوه بل و يتهموه في عقله- كقول رفعت السعيد عن ناشطي الفايسبوك انهم شباب لاسع- ما يجعلنا نشك في القوي العقلية لقائل هذه الجملة ولا أجد ردا عليه الا أن أدعوا لشباب حزبه بان يصبرهم الله علي ما ابتلاهم به!!!
ان الأسد المصري لا يزأر الا عندما يجد يد الوطن تربت علي ظهره مطمأنة اياه أن قل الحق ولا تخف..ألقي في قلوب المنافقين الرعب فلا صوت لي لأتكلم..ازأر بصوت الفقراء ..عبر عن ألم الشرفاء ..دافع عني بمخالبك فهم ينهشون عرضي دافع عني ولا تخف فانا خلفك أساندك وأحمي ظهرك..
و سمع الأسد و لكنه ظل هادئا ينعم بملمس كفها الناعم الحانون علي ظهره ليستيقظ فيجد اليد المربتة علي ظهره انقلبت كفا غليظة تعاجله بضرب عبير العسكري في 2005 علي سلم نقابة الصحفيين
التفت الأسد خلفه ليجد عصا غليظ يضعونها في دبر عماد الكبير
ضاع زئيره وسط صرخات عماد وقتيل العمرانية
ليستعيد زئيره مع اضراب عمال المحلة و موظفي الضرائب العقارية
فتعاجله الضربة التي سلبته الوعي بتخلي من أسموا نفسهم كذبا بقادة الحراك الوطني عن الشباب لأن زئير الأشبال قد بدأ يضر بمصالحهم مع النظام و سحب بساط الفضائيات و الحوارات الصحفية من تحت أقدامهم اضافة الي من دعوا انفسهم بأكبر قوة مؤثرة في الشارع والذين
علقوا بتصريحات مرتبكه متضاربه علي نجاح اضراب 6 ابريل بانه اضراب سفاح بلا أب ليعودوا و تنكشف حقيقتهم بفشل 4 مايو بعد تصريحاتهم الخزعبلية عن قدرتهم علي ابقاء مليوني مواطن في بيوتهم
ليخرجوا مدافعين عن اضراب فاشل فكانوا كالمحامي الفاشل المدافع عن قضية خاسرة
و يبدوا أن فشل الاضراب جاء رفضا منه ان يكون له أب مثلهم و فضل العيش بلا أب علي أن يكونوا له أبا ً!!!!
و توالت الضربات من كل حدب علي رأس الأسد فسرعان ما يجد عصا الأمن تخطف كريم البحيري –فك الله محبسه- و تضرب كعصابات المافيا احمد ماهر محاولة اخراس الأشبال و كتم زئيرهم و كل جرمهم انهم صدعوا لرجاء مصر لهم ان يكونوا لها صوتا
و أخيرا
أظن –وليس كل الظن اثم- ان مختارلأجل كل ما سبق ولثقتي في حسه الفني المتحد بالواقع الحالي لو عاد لكان قد نحت الأسد و قد شجت رأسه و غطت الدماء عينيه حاجبةً عنه الرؤية و لإستبدل الفتاة الجميلة بعسكري امن مركزي في زيه و خوذته الأسودين .. ملوحا بعصاه الغليظة مهددا كل أسد تسول له نفسه الزئير دونما أخذ الاذن
و لأعاد تسمية تمثاله
ب(نكسة مصر)...
No comments:
Post a Comment